إنّ الله عز وجل الذي خلق الإنسان والجان والملائكة وشتى المخلوقات هو أرحم بها حتى من نفسها فحتى الرحمة الموجودة في قلوب المخلوقات تعتبر جزءاً من رحمة الله بنا فهو عز وجل الذي وضعها في قلوب هذه المخلوقات وهو تعالى القادر على نزعها منّا وهو أيضاً أعلم بحال الواحد منّا حتى من نفسه ففي النهاية نحن جميعاً مخلوقاته عز وجل، فمن رحمته بنا وعلمه بحالنا علمه عز وجل بطبيعة النفس البشرية فالنفس البشرية هي واحد من أعجب مخلوقات الله عز وجل فهي دوماً ما تقوم بسحب صاحبها إلى الهلاك بانطلاقها خلف الشهوات وافتتانها بالشيطان وضعفها في مقاومة هذه الإغراءات ما لم يكن صاحبها قد دربها على تقوى الله عز وججل ففي هذه الحال من الممكن أن تصبح هي نفسها الرادع الأول له، وفي كلتا الحالتين لا بد للإنسان أن يقع في الزلات في كثير من الأحيان ويقع في الأخطاء ففي النهاية هذه هي طبيعتنا ولسنا معصومين عن الخطأ فلا يمكن لأحد أن يتكبر ويتعالى ويظن نفسه خالياً من الأخطاء والمعاصي.
وقد لخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذا الأمر في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"، فبهذا جعل الله عز وجل لنا التوبة لعلمه بحال البشر وجعل من أسمائه عز وجل التواب فهو الذي يفرح بتوبة عبده ورجوعه إلى الصراط المستقيم الذي جعله الله عز وجل له في الأرض ليسير في خطاه عليه، ومن فرحه عز وجل برجوع عبده إلى الصراط المستقيم أنّه عز وجل لمي يجعل التوبة الخالصة فقط لغفر الذنوب ومحيها بل لإنّه هو الرحيم بعباده فإنّ العبد عندما يتوب إليه عز وجل توبة نصوحاً يقوم بتبديل سيئاتهم بالحسنات وهذا ما ذكره عز وجل في كتابه العزيز في قوله تعالى:" إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً".
وقد جعل الله عز وجل للإنسان العديد من الطرق أيضاً لمحو الذنوب وإبداله بالحسنات فعلى سبيل المثال جعل الله عز وجل الصدقات من الأمور التي تطهر الإنسان من الذنوب والمعاصي، وهنالك أيضاً الحج فمن حج إلى الله بقصد صحيح ونية مخلصة لوجهه تعالى فإنّه عز وجل يمحو جميع ذنوبه فيعود كيوم ولدته أمّه نقياً خالياً من الذنوب والمعاصي.
المقالات المتعلقة بكيف نمحي الذنوب